عبدالرحيم محمد سليمان يكتب ؛ هل تستطيع الخرطوم قلب الطاولة على نظام كاكا؟

يمتلك السودان حلول تؤثر على استقرار تشاد لطالما كانت العلاقة بين الخرطوم وانجمينا متوترة فى ظل التدخل الاماراتي والتاثيرات السياسية بين البلدين ومع استمرار النظام التشادي فى تقديم الدعم اللوجيستي للتمرد ، تثار تساؤلات حول امكانية لعب السودان دورا فاعلا فى زعزعة الحكومة التشادية او حتى المساهمة فى تفكيكها؟..مع الاخذ فى الاعتبار ان هنالك قواسم مشتركة تجمع بين السودان وتشاد وهي قبائل الزغاوة والقرعان والعديد من المجموعات الأخرى. هذه القبائل تلعب دورًا مهمًا في السياسة التشادية، وفي حال قرر النظام فى الخرطوم استغلال هذه الروابط، فقد يستخدمها لدعم المعارضة التشادية وقد يستخدمها داخل الجيش التشادي لاجهاض النظام من خلال الترتيب لانقلاب عسكري،او لاثارة الفوضى الخلاقة بالتحالف مع بعض القوى الاقليمية التي لها مصالح في تغيير النظام في تشاد، مثل روسيا عبر مجموعة فاغنر أو بعض الفصائل الليبية المسلحة، او دول مثل ليبيا، مصر، والنيجر لديها مصالح في ذهاب محمد كاكا، لان كاكا لايجيد قواعد اللعبة السياسية وهو الذي جعل الإمارات كلاعب رئيسي في تشاد ،ومعروف ان الامارات دولة ثقيلة الدم تثير الغيظ، علاوة على ان الامارات قدمت دعما عسكريًا لتشاد على شكل معدات عسكرية وطائرات مسيرة، بزعم مساعدة الحكومة في محاربة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل وهذه الأسلحة انتهت إلى قوات الدعم المحلول كما وعدت الإمارات بتقديم استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتعدين،فى تشاد، خاصة في قطاعي الذهب والنفط، لكن معظم هذه المشاريع لم تُنفذ بالشكل المتوقع بالعكس استغلت الشركات الإماراتية المناجم التشادية للحصول على الذهب وتهريبه إلى أسواقها، مما حرم الحكومة التشادية من إيرادات حيوية اثرت على الوضع الاقتصادي للشعب التشادي ، فالامارات سرطان فتاك يهمها الحفاظ على نفوذها
بغض النظر عن من يحكم تشاد، مما يعني أنها لم تكن تدعم كاكا بقدر ما كانت تحرص على تأمين مصالحها، لذلك لابد على اصدقاء الشعب التشادي من تخليص تشاد من فخ الامارات التي تدير اجندة متعددة الأطراف داخل تشاد نفسها. ويمكن التخلص من كاكا عبر التحالف بين القوى الداخلية (المعارضة والجيش) والخارجية (القوى الإقليمية والدولية) اضافة الى ان الخرطوم وحدها قادرة على تمويل الاحتجاجات الشعبية، للمعارضة المسلحة، والانقسامات داخل الجيش وهذه قد تشكل فرصًا لإسقاط كاكا مع الاخذ فى الاعتبار ان عدة فصائل معارضة مثل “جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد” (FACT) التي تحارب النظام، يمكن دعمها بالمال والسلاح لتصعيد الضغط العسكري فتصعيد الهجمات المسلحة يؤدي إلى استنزاف الجيش وإجبار كاكا على تقديم تنازلات أو الفرار كما حدث مع الرئيس السابق حسين حبري.
كما ان تشاد تعاني من أزمات اقتصادية وبطالة مرتفعة، ما يجعلها بيئة خصبة لاندلاع ثورة شعبية.
يمكن تحريك الشارع من خلال إضرابات واسعة، احتجاجات طلابية، أو حتى عصيان مدني يؤدي إلى انهيار شرعية النظام.
وتشاد لديها تاريخ طويل من الانقلابات، فقد يتم تنفيذ انقلاب داخلي، خاصة إذا زادت الخلافات داخل الجيش يمكن استغلال أي تذمر داخل القوات الخاصة أو الحرس الجمهوري للاطاحة بكاكا بطريقة سريعة ومفاجئة.






